رسالة عتاب

عزيزي شربل
صديقي أنت.. ارتضيت ذلك أم بعته للشيطان. انقطع عنّي أسبوعاً، شهراً، سنة أو ما يزيد، فلن يقلّل ذلك من محبّتي لك. خصوصياتك أحترمها، وأترك لها المدى الأوسع، فهي بلا شكّ مرتبطة بالفجر، وإلى الفجر ستعود.
بعد مخابرة هاتفيّة من صديق مشترك، وبعد تلميح بسيط من صديق آخر لنا، مشترك أيضاً، استطعت أن أضع إصبعي على الجرح، جرح اصطنعته أنت وليس لي فيه منّة.
أنا ملزم أدبياً في التصدّي إلى تجّار الهيكل، إلى الذين ينتحلون الشعر والأدب، ليكونوا عالة على الشعر والشعراء، والأدب والأدباء.
أسألك صراحة: كيف أجزت لنفسك أن تصطفّ ـ نعم أنت ـ في طابور تعلن عليه الحرب؟ متى يا صاحبي تفهم، تفهم أنني حين أتوجّه إليك أذكرك بالاسم، بلا مداورة؟.. لأنه، بالنسبة لي، لا يعني تقليلاً أو إعلاءً من شأنك، فنحن، كلانا، في خندق واحد، في الدرب إلى مجد الكلمة، إلى الحفاظ على شرفها وقدسيّتها.
كفى ولدنة، كفى أن تنسب إلى نفسك التباساً ليس فيك. صديقك وسأبقى.
سيدني في 7 تشرين الثاني 1988
**