نعيم خوري بقلم نعيم خوري

الاسم: نعيم الياس خوري
زمان ومكان الولادة: 8 تموز 1920، بطرّام، الكورة، لبنان
الوالد: الخوري الياس الخوري، كاهن رعيّة بطرّام
الوالدة: سليمة مالك
أولى سنوات الحضانة في بطرّام، وكان المعلّم موريس سرحان، وكنّا نسمّيه (حليحل) نظراً لعبوسته الدائمة واسترساله في الطلب. كان آخر السنة الدراسيّة، وكان يعدّنا لحفلة، نصيبي منها أن ألقي قصيدة مطلعها:
يا أرزة ملأ الزمان جلالها
سدت الزمان عُلىً وساد ذووكِ
أنهيت دوري في الاستعداد، وتتالت قرعات جرس الكنيسة حزناً في البلدة، تنبىء بوفاة والدي في مستشفى الجامعة الأميركيّة في بيروت. منذ ذلك الحين بدأ ينشأ في داخلي، بيني وبين الشعر، (كار) المساجلة والصراع، وكأنه حبّ (لدود) انزرع في الدم، أو كره (محبّب) يغمر النفس.
بعد وفاة والدي المبكّرة جداً، تعّهدني مدير المدرسة العلمانيّة في عابا الكورة، المرحوم الأستاذ جورج إبراهيم عبد اللـه. تابعت دراستي الإبتدائيّة والتكميليّة، ولأسباب خارجة عن إرادتي لـم ألتحق بأيّة جامعة، فتابعت تحصيلي العلمي على نفسي.
بدأت مهنة التدريس في المدرسة العلمانيّة عام 1945، وبعد ثلاث سنوات التحقت بوزارة التربيّة الوطنيّة والفنون الجميلة.
كنت عضواً دائماً في لجنة الامتحانات، وكلّفت بمهمّة التفتيش في المدارس الخاصّة من عام 1956 حتى تاريخ استقالتي سنة 1963.
عام 1948 انتميت إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وتحمّلت فيه عدّة مسؤوليّات. عام 1968 توقّفت عن كل نشاط حزبي.
كتبت في كثير من الصحف والمجلاّت في بيروت منها: النهار، صدى لبنان، البناء، العاصفة، كل شيء، الأحد، الناس، صوت المرأة، الأجيال، النبراس وغيرها.
كنت من الأوائل الذين طالبوا بإعطاء المرأة حقوقها السياسية، وكتبت في هذا السبيل حلقات متسلسلة موقّعة مرّة باسم نهاد، وأخرى باسم نعيم.
بسبب المراقبة والحظر، كثيراً ما كنت أستعين بأسماء مستعارة أوقّع بها أشعاري وكتاباتي.
نشرت: أمّتي 1949 ـ 1950، البطولة المؤمنة 1952، جراح مضيئة 1956، إباء 1958، ملح في جراحي 470 صفحة (استولى عليها المكتب الثاني عند آخر ملزمة) 1961، قال صنّين 1986
*****
الناشر: لقد سقط إسم كتاب (جراح مضيئة ـ1956) الذي ذكره نعيم هنا، من فهرس آخر ديوان صدر له بعد وفاته: صور في مرايا المطر. كما وردت أسماء بعض الكتب التي لـم يأتِ على ذكرها، مثل: الصهيونية خميرة العنصريّة 1953، بحيرة الياسمين ـ 1955
وبما أن المرحوم نعيم خوري قد كتب هذه المعلومات قبل العام 1990، وجب علينا ذكر أسماء الكتب التي صدرت له بعد ذلك التاريخ
بحيرة الضوء (1) ـ 1990، فكتوريا نعيم خوري ـ 1992، صمت على شاطىء العاصفة ـ 1993، سفر الوجع الحزين ـ 1993، وكيف يزعل القمر ـ 1995، بحيرة الضوء (2) ـ 1995، الفكر الوطني في مواجهة المشكلة الطائفيّة ـ 1996، صوت من الضفة الأخرى ـ 1996، من كل أفق نجمة ـ 1997
Seeds of Harvest، (ترجمة الدكتور آميل الشدياق) ـ 1997، شاطىء النار ـ 1998، هناك كان وطني ـ 1998، صور في مرايا المطر ـ 2001
في أواخر الثمانينات أقامت رابطة إحياء التراث العربي ندوة أدبية حول ديوان (قال صنين)، شارك فيها العديد من شعراء وأدباء المهجر، وقد جمع نعيم الكلمات في كتاب أسماه: نعيم خوري في ندوة رابطة إحياء التراث العربي 
**
عندي ما يربو على الثلاثين مؤلفاً، شعراً وأبحاثاً أدبيّة واجتماعيّة وثقافيّة وسياسيّة، تنتظر دورها للنشر.
عام 1961، على أثر المحاولة الإنقلابيّة، جرى توقيفي من قبل الجيش، ثـم أحرقت مكتبتي بكليتها، وكذلك إنتاجي الفكري من عام 1946 حتى 1961.
أول قصيدة كتبتها وألقيتها في النادي الأدبي للمدرسة العلمانيّة عام 1944، ومطلعها:
أنادينا.. استمع ماذا يقالُ
أتُبْعَثُ والجمادُ فيك جلالُ؟
فتحيا، بعدما دفنت أيادٍ
أمانا للشباب كما يخالُ
إذا أنت لعازر فوق لحدٍ
ومَن أحياك: عيسى.. لا محالُ
قال لي صديقي سمعان سالـم بعدها: بدَّك 100 سنة حتى تصير شاعر.
عام 1946 كلّفتني إدارة المدرسة العلمانيّة لأتحدّث باسمها في حفلة التخريج، وكان في عداد الخطباء الشيخ عبد اللـه العلايلي، والمحامي الشاعر صلاح لبكي، وألقيت قصيدتي التي مطلعها:
يا كورتي الخضراء حان الوقت فانتصبي
وحطّمي الصنـم الموبوء والتهبي
على يديك تربّى المجد وانتفضت
طلائع الحقّ والإيمان والأدبِ
وفي عيونك فاض الفجر فاشتعلت
منائر العزّ شلاّلاً من الشهبِ
غمرني الشيخ عبد اللـه العلايلي وقال: هذا شاعر جديد من مشاتل الكورة التي تجدّد الشباب وتعطي الحياة. والتفت صلاح لبكي إلى وداد مالك وقال: كيف تدعوني المدرسة وعندكم شاعر من هذا الطراز؟
عام 1950، دعتني كلّية طرابلس إلى حفلتها السنويّة، وكانت برعاية رياض الصلح، الذي ما أن وصله البرنامج حتى قال: ما بقى تلاقوا غير هالقرد؟.. ثـم تمنّع عن الحضور، وكلّف محافظ طرابلس نور الدين الرفاعي بتمثيله، وهذا بدوره انسحب وأنا ألقي قصيدتي التي مطلعها:
يا كون أنشدني ويا دنيا اشهدي
بلداً يئنّ وأمّة لا تهتدي
الظلم يحكي والشقاء نخيّم
والقهر فينا كالطبيعة سرمدي
أوقفت وسجنت عدّة مرّات بسبب نشاطي الفكري، وفي عام 1962 أثناء توقيفي الإحتياطي، تكسّرت أضراسي من جرّاء الضرب بأعقاب البنادق لقصيدة كتبتها أثناء التوقيف. وعندما عدت إلى القاووش رقم عشرة، استعنت بعيدان الكبريت ونسرات الخشب، وكتبت بالدم المتفوّر من فمي على (ضبان صبّاطي) قصيدة مطلعها:
أقوى من الموت إيماني ومعتقدي
يا زارع الكرباج في الأقدام والجسدِ
أقوى من الموت فاسفح يا ظنين دمي
وانكأ جراحي فتدمي لجّة الأبدِ
إضرب، تغطرس وضجّ اليوم منتقماً
واذبح بحقدك حبّي واحتقر جلَدي
وبلغ الخبر ميشال ربابي، فاستدعيت إلى جولة ثانية للتأديب، وطارت القصيدة والضبان معاً. هل تراهم يسمعون صدى صوتي اليوم في قاعات التحقيق وأقبية التعذيب والإرهاب؟
في نيسان 1957، وفي ندوة شعر، عرّفني يوسف الخال بقوله: شعر نعيم خوري بصّات نار وهزّات زلزال. وقبله في 1956 في جراح مضيئة، قال عبد اللـه قبرصي: شعر نعيم خوري شعر بركاني تحرق حممه كل ما خلّفته مستنقعات الذل والإنحطاط. وقال أدونيس: شعر نعيم خوري طلّة جديدة لتاريخ جديد.
عام 1963، عاد مسلسل استدعائي من قبل المكتب الثاني، وعادت المهزلة ـ المأساة للتوقيف الاحتياطي، وتكرّرت عمليّة إحصاء الأنفاس، فعقدت زواجي في الثاني والعشرين من كانون الأول من ذلك العام، وتركت بيروت إلى أستراليا في التاسع والعشرين منه. في ذلك الحين صدر قرار بتوقيفي وإحالتي إلى المحاكمة، فختم منزلي بالشمع الأحمر، وعلّق على بابه: مطلوب للعدالة.
في سيدني أوستراليا، كتبت شعراً ونثراً في سائر الصحف تقريباً: صوت المغترب، التلغراف، النهار، صدى لبنان، الوطن، البيرق، وفاق، وغيرها.
لـم أذكر شيئاً عن المحاضرات الأدبيّة والسياسيّة والإجتماعيّة التي ألقيتها بدءاً بالمؤسسات والنوادي الإجتماعية، وانتهاء ببيت الطلبة في الجامعة الأميركيّة في بيروت. إنها تكاد لا تحصى.
عزيزي شربل
هذا ملخّص ما طلبته مني من معلومات، أرجو أن أكون دقيقاً في سردها ما أمكن.
**